أزمة اللاجئين كبش فداء سهل، يتبع..

Author:

“كيف الوضع عندكن؟” سألني الموظف اللبناني العتيد واللذي كان يرافقني ليفتح الباب المؤدي من منطقة المغادرين ب”مطار رفيق الحريري الدولي” لطائرتنا الباركة على أرض المطار.

“نشكر الله” جاوبته وسألته “عقديش الليرة اليوم؟” لأن الموضوع أصبح مضحكاً مبكياً. الليرة اللتي كنت قد اشتريت ال ١،٥٠٠ منها بدولار في بداية ال ٢٠١٩ كانت قد انهارت بطريقة جنونية.

“الدولار كتير طلع،” أخبرني بثقة المحلل السياسي اللذي تراه مرتشقا على كل الشاشات. لم أشأ أن أفاجئه بأن الدولار كما هو والليرة هي اللتي أغتيلت.

“اليوم صرفت عال ١٠٠،٠٠٠!” أخبرني وهو يكاد ينفجر من غل ما يقوله. “الحد الأدنى صار ٩ مليون، أنجأ ٩٠ دولار”

ولو غضضنا النظر عن “أنجأ” وهي كلمة لبنانية صرفة وتعني “بالكاد”، لوجدنا أن الحد الأدنى للأجرة كان يعادل ٤٥٠ دولاراً في العام ٢٠١٩ وأصبح اقل من خُمس المبلغ في ٢٠٢٣.

“بس انتو كمان عندكن أزمة لاجئين، لأ؟” فكأنه لخّص الانهيار الاقتصادي للبنان بوجود نازحين أو لاجئين في بلده. متناسيا الفساد المستشري والنزاع السياسي والطبقة السياسية اللتي عبثت بنظام البلد ودمرت مدخرات الناس وأعادت لبنان لمصاف الدول المنهارة.

وهذا حديث ليس غريب، إذ يلجأ السلسة عادة لاستعمال الخوف من الآخر -الزينوفوبيا- لتحميل المشاكل لأطراف خارجية لأ شأن لها بالموضوع أصلاً. والتعامل معه ككبش فداء.

يتبع..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *